رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

صورة ولي العهد السعودي مع الشرع تشعل مواقع التواصل الاجتماعي.. ما القصة؟

المصير

الإثنين, 3 فبراير, 2025

04:24 م

أثارت صورة العناق الحار بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري الجديد أحمد الشرع خلال زيارته إلى السعودية تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون في هذه الصورة رسالة سياسية قوية تعبّر عن مرحلة جديدة في العلاقات السعودية-السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.

حفاوة ملكية واستقبال استثنائي

في أول زيارة خارجية له بعد توليه الرئاسة، وصل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى جدة، حيث استُقبل بحفاوة بالغة من قبل ولي العهد السعودي. وأظهرت الصور والمقاطع المصورة المنتشرة على منصة إكس (تويتر سابقًا) الأمير محمد بن سلمان يعانق الشرع بحرارة، في مشهد لم يمر مرور الكرام على المتابعين.

عدد كبير من السعوديين أعادوا نشر الصورة على حساباتهم، معربين عن إعجابهم الشديد بطريقة استقبال ولي العهد السعودي للرئيس السوري الجديد، بينما نشر المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، الصورة ذاتها ووضع عليها رمز قلب، في إشارة إلى قوة العلاقة بين البلدين.

لماذا تهتم السعودية بسوريا ما بعد الأسد؟

تشير هذه الحفاوة الكبيرة إلى أن السعودية تنظر إلى سوريا الجديدة باعتبارها ركيزة مهمة في المنطقة، وتسعى إلى لعب دور قيادي في إعادة بناء الدولة السورية بعيدًا عن النفوذ الإيراني.
وهناك عدة دلائل لهذه الحفاوة ومنها 

 

1. إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا:
بعد سقوط نظام بشار الأسد، خسرت إيران أهم حليف لها في المنطقة، وبدأ نفوذها في التراجع، خصوصًا بعد اغتيال العديد من قادة حزب الله وضرب مواقع إيرانية داخل سوريا. السعودية ترى أن هذه فرصة لتوسيع نفوذها وتعزيز دور عربي جديد في سوريا، بما يضمن استقرارها بعيدًا عن الهيمنة الإيرانية.


2. دور محوري في إعادة الإعمار:
ترغب السعودية في قيادة جهود إعادة إعمار سوريا من خلال الاستثمارات والمساعدات الاقتصادية، ما يجعلها شريكًا رئيسيًا في صياغة مستقبل البلاد سياسيًا واقتصاديًا، وهذا يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في دعم الدول العربية واستقرارها.


3. تعزيز التحالفات الإقليمية:
السعودية تسعى إلى بناء محور عربي قوي يضم مصر، الأردن، الإمارات، وسوريا الجديدة، ليكون حائط صد أمام التمدد الإيراني، خصوصًا بعد التغيرات التي تشهدها المنطقة، ومن بينها تراجع النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان.


4. مكافحة الإرهاب والتطرف:
استقرار سوريا يعني القضاء على بقايا الجماعات المتطرفة، وهو أمر تضعه السعودية في مقدمة أولوياتها لضمان أمنها وأمن المنطقة.

 

لماذا اختار الشرع السعودية كأول وجهة خارجية له؟

اختيار الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع للمملكة العربية السعودية كأول محطة خارجية بعد توليه السلطة يحمل دلالات سياسية كبيرة منها 

 

1. أن الداعم العربي الأول لسوريا ما بعد الأسد هو 
المملكة العربية السعودية، حيث كانت المملكة  من أوائل الدول التي دعمت التغيير في سوريا، وبدأت فور سقوط الأسد في التواصل مع القيادة الجديدة، مؤكدة دعمها الكامل لمرحلة إعادة بناء الدولة السورية بعيدًا عن النفوذ الإيراني.


2. الدور السعودي في تحقيق الاستقرار:
السعودية تمتلك علاقات قوية مع القوى الدولية الكبرى، وتلعب دورًا مهمًا في ضمان استقرار سوريا سياسيًا واقتصاديًا، وهو ما يدفع القيادة السورية الجديدة إلى تعزيز التنسيق مع الرياض لضمان نجاح المرحلة الانتقالية.


3. التقارب الاقتصادي والاستثماري:
سوريا بحاجة ماسة إلى الدعم الاقتصادي والاستثماري، والسعودية تعتبر الشريك العربي الأهم القادر على تقديم هذا الدعم، سواء عبر المساعدات المالية أو عبر فتح الباب أمام الشركات السعودية للمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار.


4. رسالة سياسية لإيران:
اختيار السعودية كأول وجهة دبلوماسية هو أيضًا رسالة واضحة لإيران بأن سوريا لم تعد جزءًا من مشروعها الإقليمي، وأنها تتجه نحو محور عربي جديد بعيدًا عن الأجندة الإيرانية التي كانت تسيطر عليها طيلة سنوات حكم الأسد.


 مرحلة جديدة في المنطقة

صورة العناق الحار بين محمد بن سلمان وأحمد الشرع ليست مجرد لقطة بروتوكولية، بل إعلان رسمي عن مرحلة جديدة في العلاقات السعودية-السورية، حيث تسعى الرياض إلى تعزيز دورها الإقليمي وبناء تحالفات عربية قوية في مواجهة النفوذ الإيراني المتراجع.

من الواضح أن السعودية لن تترك سوريا وحيدة في هذه المرحلة، بل ستعمل على إعادة رسم المشهد السياسي والاقتصادي هناك، بما يحقق الاستقرار للمنطقة ويضمن لسوريا مستقبلًا بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.